تسجيل الدخول / التسجيل

بدايتي مع لينيكس

شارك هذا المقال على:

لكل شيء هناك بداية، ولكل بداية لها قصة، ولكن ليس كل قصة تستحق أن يتم قصها.

بدايتي مع لينيكس قد لا تكون قصة مثيرة تحبس الأنفاس، ولكنها قصة قد تساعدك في بداية بدايتك في لينيكس. أنا مثلك، لم اسمع بشيء اسمه لينيكس من قبل، ولكن الآن أكتب في لينيكس وأساعد الناس في الدخول اليه. ولكن هل يستحق؟

اللقاء الأول

قبل عدد من السنوات الذي لا أذكره بالضبط قبل حوالي 8 سنوات تعرفت على نظام تشغيل اسمه Ubuntu. كنت في بداية العشرينات وكنت أقوم بتجربة أي شيء جديد في الكمبيوتر، وقتها كان الهاتف الذكي مجرد صرعة جديدة لم أملك المال الكافي لتجربتها والدخول بها، ولكن كان لدي جهاز كمبيوتر محمول يكفيني للقيام بعدد من تجاربي التقنية.

كان نظام Ubuntu غريب جدا ومختلف خصوصا واجهة Unity و طريقة عرض البرامج فيها. لم يكن هناك قائمة ابدأ ولا لوحة التحكم ولا المستندات. كان نظام غبي حسب ما اعتقدت في ذلك الوقت. لم أمنح النظام أي وقت للتعلم وقمت بالعودة الى Windows Vista الحبيب الرائع الذي كان جماله يفوق جمال أي نظام آخر. نعم كان في وقتها أجمل نظام متوفر على مستوى العالم وكان فيه كل ما ترغب فيه من مميزات.

هذه كانت نهاية قصتي مع لينيكس. شكراً لقراءة المقال.

لولا الفضول

لولا الفضول لكانت تلك هي نهاية المقال بالفعل. تركت أنطمة لينيكس دون أي ندم ولم اعد افكر في الموضوع نهائيا الى أن دخلت عالم الموقع الإلكترونية واستخدمت استضافات عديدة عقيمة و خلال البحث والتنقيب تعرفت على موضوع الخوادم الخاصة وخصوصا الـ VPS نظرا لأني لا زلت لا أملك المال الكافي لشراء أي شيء. عند دخولي لعالم الخوادم الخاصة تعرفت على هذا النظام الغريب جدا المسمى Debian والنظام الأغرب منه المسمى CentOS.

هذه الأنظمة غريبة جدا وأكثر غرابة من Ubuntu. هذه الأنظمة لا يوجد فيها أي واجهة لأنعتها بالغبية! هي مجرد شاشة سوداء مكتوب فيها:

Login: _

بعد البحث المطول على الإنترنت وجدت أنه يجب كتابة إسمي هنا وبعدها كلمة المرور لأجد أغرب واجهة في التاريخ. شاشة سوداء لا يوجد فيها أي شيء سوى كتابات غريبة وتنتظر مني إدخال أوامر لا أعلم ما هي. الموضوع قريب جدا من واجهة DOS ولكن لا تعمل معظم الأوامر فيها لسبب ما!

العرض والطلب

خلال دخولي لهذا العالم الغريب جدا، تعلمت إدارة بعض المواد في الخادم وتعلمت بعض الأوامر والتحكم ببعض البرامج وكان الهدف منها مجرد عمل استضافة خاصة يمكنني التحكم بكل شيء فيها. الإستضافات كانت محدودة جدا في وقتها ولم أرغب في التحديدات والقيود التي تم فرضها عليّ.

في هذا الوقت بالذات، بعد 3 سنوات تقريبا تعرفت على موقع خمسات للخدمات المصغرة و وجدت هناك طلب كبير على موضوع الخوادم الخاصة ولكن لم أجد من يقوم بسد هذا الطلب الشديد. أدخلت نفسي في المجال وبدأت الطلبات تصلني وبدأت رحلتي في اللينيكس. كنت أقوم بإعداد خوادم الإنترنت وأتلقى طلبات غريبة من أشخاص يحلمون بالمستحيل كما كنت أعتقد ولكن تبن أن طلباتهم عادية وأنا لا أعلم طريقة عملها.

بعد 5 سنوات من التعلم والتعامل مع الخوادم من خلال سطر الأوامر وتعلم المزيد من الأشياء الغريبة وطريقة عملها، تعلمت شيء اسمه VNC ومن خلاله تمكنت من تثبيت واجهة للنظام والدخول الى الخادم بصورة رسومية ورؤيته للمرة الأولى. نعم لقد رأيت Ubuntu من قبل ولكن هذه المرة دخلت الى نظام CentOS بواجهة xfce. نعم كانت واجهة غبية ولكنها كانت سهلة وسريعة جدا.

بسبب نوع حاجتي للخادم، الواجهة الرسومية ليست مناسبة ولم استخدمها سوى بضع مرات وقمت بتثبيتها لمن رغب بها فقط. كانت بطيئة جدا مقارنة بالواجهة النصية والتنقل فيها كان غريب ولم أجد برامجي فيها حيث انها جميعها برامج نصية.

ليس لدي العتاد المناسب

بعد 5 أو 6 سنوات من تعاملي مع نظام لينيكس من خلال سطر الأوامر، أصبح لدي معرفة كافية للدخول الى النظام، ولكن كان لدي مشكلة بسيطة. خلال هذه الفترة كان لدي كمبيوتر محمول لا يدعم لينيكس بشكل جيد وخصوصا بطاقة الصوت. كان الصوت دائما غير صحيح حيث ان شركة VAIO كانت تقوم بتثبيت برنامج إضافي للتعريفات ليعمل الصوت كما يجب. هذا البرنامج لا أحد يعلم ما هو ولا طريقة عمله وفي حال تم رفع الصوت بطريقة غير صحيحة في لينيكس سوف يسبب تشوه للصوت أو يمكنك الاستماع الى الصوت وهو خافت جدا.

بعد هذا الكمبيوتر أصبح لدي كمبيوتر XPS من DELL ولكن للأسف لدي النسخة العادية وليست نسخة المطورين ولينيكس لم يعمل معي كما يجب. شركة Dell لديها نفس الجهاز بإعدادات مختلفة قليلا ولكنه متوافق مع توزيعة Ubuntu وخصوصا بطاقة الصوت حيث لم تعمل معي أيضا على النسخة العادية!

بعد بحث مطول في الموضوع و انتشار صيت النظام وظهور العديد من الفيديوهات التي تمدح به وتقول أنه المستقبل، أصبح لدي فضول أكثر من أي وقت مضى لتجربة النظام الذي لا أستطيع تجربته بسبب التعريفات! كانت هنا تجربتي عبارة عن أسبوع أو أسبوعين مع Ubuntu وبعدها أعود الى Windows 8 أو 10.

كفى يعني كفى

هنا كنت أستخدم نظام ويندوز 10 لعدد من السنوات وكان نظام رائع. جميل جدا، سريع جدا، خفيف جدا، لم اعاني من الفيروسات والمشاكل الأمنية. كان نظام مميز جدا.

في أحد الأيام ظهر تنبيه في أحد أجهزتي أن المعالج لم يعد مدعوم وهناك مخاطر أمنية ولا أعلم ماذا كانت تتمة هذا الكلام، ولكن كنت قد تجاهلت الأمر فهو لا يعنيني بالفعل. انا لا استخدم جهازي هذا في أي أمر مهم. أما جهازي الرئيسي فقد كان يستخدم عتاد حديث ولم يكن فيه أي مشكلة.

بعد فتره من الزمن أصبح الجهاز ثقيل بعض الشيء وأصبح بطيء أكثر في كل مرة أقوم بتحديث النظام فيها. العديد من الناس نصحوني بإستخدام SSD في الجهاز ولكن ما لم يعمله أي شخص بما فيهم أنا أن الكمبيوتر كان يحتوي على NVMe بالفعل وهو أسرع بعدد من المرات من أفضل قرص SSD متوفر في السوق. في هذه الفترة أصبح الكمبيوتر بطيء إلى درجة دفعتني لكسر الجهاز و شراء كمبيوتر جديد.

الكمبيوتر الجديد لم أرغب أن يكون جهاز محمول، رغبت في التجديد وقمت بتجميع جهاز مكتبي بمواصفات متوسطة وقررت تثبيت نظام ويندوز 10. النظام عمل بشكل ممتاز حتى واجهت أول تحديثات النظام. لسبب ما استغرق تثبيت التعريفات أكثر من ساعة تم خلالها إعادة تشغيل الكمبيوتر 4 مرات وفشل تثبيت التحديثات عدد من المرات.

بعدها زادت المشاكل يوما بعد يوم. بطء تشغيل، بطء ايقاف تشغيل، بطء بدء البرامج، تحديثات كثيرة تفشل وتعيد التشغيل مرتين وأكثر لتثبيتها. كان الوضع كما هو الآن تقريبا ولكن أفضل قليلا. خلال هذه الفترة اختلف ويندوز 10 كثيرا. أصبح عدد البرامج الإجبارية كبير جدا ولا يمكنك حذف هذه البرامج ولا تلافي تثبيتها بشكل إجباري. أصبح ويندوز عبارة عن سجن.

يجب عليك تثبيت Skype على الرغم من أنك لا تستخدمه. يجب عليك تثبيت وتشغيل OneDrive على الرغم من أنك لم تستخدمه ولن تستخدمه. أصبح من الواجب ربط النظام برقم الهاتف أو البريد الإلكتروني على الرغم من عدم وجود بريد لك تابع لمايكروسوفت. كل هذه الأمور اجبارية والالتفاف عليها أصبح أصعب في كل مرة.

من الظلمات إلى النور

هنا قلت لنفسي، الآن يجب أن نهاجر. لم يبقى لنا في أرض ويندوز أي شيء.

بدأت كالعادة بتوزيعة Ubuntu. لم تعجبني. إنتقلت الى CentOS. كان شكلها غبي جدا.

مشكلتي الأساسية كانت شكل لينيكس. شكله غبي جدا وغير حضاري. أنا انتقلت من ويندوز 10 حفيد ويندوز فيستا من سلسلة ويندوز 7. ويندوز 8 كان طفرة جينية وهذا سبب اختلافه وموته السريع. لم اتمكن من تحمل الشكل الغبي القديم للنظام وعند عودتي الى ويندوز، سئمته خلال أيام وعدت الى لينيكس ولكن هذه المرة سمعت عن ZorinOS و Solus. كانت هذه هي التوزيعات التي أرغب في استخدامها. شكل جميل وحضاري ودعم جيد جدا على الرغم من عدم حاجتي اليه. هنا بدأت في الهجرة بشكل فعلي.

بدأت تجاربي من خلال تثبيت عدد من البرامج الأساسية في ويندوز ولكن وجدتها أسهل في لينيكس. هل تتذكر برنامج تشغيل الموسيقى والفيديو الغبي في ويندوز؟ هناك ما يفوقه بالقدرات بمراحل عديدة وهو MPV ولكن هناك ما يفوق MPV بالقدرات بسنوات ضوئية اسمه VLC. على الرغم من أن برنامج VLC واسع القدرات بشكل رهيب، إلا أن المفضل لدي هو MPV لأن شكله يبدو أفضل.

خلال استخدامي لهذه الأنظمة تعرفت على نظام Manjaro والعديد من الأنظمة التي جربتها يوم او يومين وتنقلت خلال اسبوع بين ما يزيد عن 16 توزيعة لينيكس مختلفة. في هذه الفترة لم أتنقل لأني سئمت توزيعتي، بل تنقلت لتجربة غيرها بداعي الفضول لا أكثر. خلال فترة تجاربي استخدمت أكثر من 25 توزيعة لينيكس.

بعد عدد من المحاولات للتهرب من Arch وأبناءه، كان قد فات الاوان و وقعت في حب هذه التوزيعات وبقيت مع توزيعة Manjaro. مهما حاولت الإبتعاد الآن أجد صعوبة في البقاء مع أي توزيعة غير Manjaro. لم لا؟ فهي توفر كل ما ارغب به من خلال pacman، وكل ما هو ناقص موجود من خلال AUR وكل ما هو غير موجود فيما سبق، يمكنني تثبيت برامج debian و redhat على النظام بكل بساطة وسهولة أو بناء الكود المصدري.

العالم الآخر

اليوم أكون قد انتقلت الى لينيكس بشكل رسمي لمدة عام و3 أشهر. لم اندم على دقيقة واحدة من هذا الإنتقال ولم أرغب في استخدام ويندوز لأي سبب كان. استخدمت ويندوز بضع مرات لعمل شروحات الإنتقال الى لينيكس وذلك لأنه كان هناك حاجة لعمل شرح تقسيم الأقراص من خلال ويندوز أو شرح تشغيل ويندوز و لينيكس معا ولكن لم استخدمة في أي شيء آخر.

حاليا أرى أنه من الصعب جدا أن استخدم ويندوز لأي سبب كان وأرى فيه صعوبة كبيرة خصوصا مع التغييرات الغبية الأخيرة وفرض مايكروسوفت لأمور لا يجب فرضها واخفائهم الوصول إلى الأدوات بشكل مباشر وفرض استخدام الواجهة الغبية للوصول إلى الأدوات القديمة من خلال عدد كبير من الخطوات التي لا داعي لها.

هذا الموضوع ليس الهدف منه إقناعك بالتوقف عن إستخدام ويندوز، بل الهدف منه أن تتفهم أن الإنتقال من ويندوز ليس سهل ويجب عليك أن تمنح لينيكس الفترة الكافية لتعتاد عليه وأن تجب النظام المناسب لك بالفعل. توزيعات لينيكس تتعدى الـ 200 توزيعة ولكن هناك عدد من التوزيعات الأساسية التي تهدف الى تسهيل حياتك كمستخدم جديد قدر الإمكان. من بين هذه التوزيعات Manjaro والتي تستهدف المستخدم الجديد بشكل خاص ولكنها تصلح لأعتى المستخدمين وبالتالي سوف تكون رفيقة درب ممتازة لأنك سوف تبدأ معنا وتستمر معها دون الحاجة الى التغيير لشيء مناسب للمستخدم المتقدم حيث انها سوف تلائمك من البداية وحتى النهاية.

أما بخصوص الشكل الذي وصفته أنا بالغبي، قد تراه انت مناسب، ولكن يجب أن تعلم أن امكانية الثيمات في لينيكس واسعة جدا وليست مثل Windows. في لينيكس يمكنك تخصيص كل شيء من البداية وحتى النهاية وجعل أي شيء يبدو كما تريده أنت أن يكون.

ahmad

ahmad

مؤسس لينيكس العرب ومدير منصّة بسّام للتواصل الإجتماعي

اترك تعليقاً

تواصل معنا

أحدث المقالات

تابع جديدنا

إشترك في نشرتنا الشهرية

لا نقوم بإرسال بريد مزعج، فقط المقالات الحديثة