مراجعة توزيعة Clear Linux* Project

نظام Clear Linux* Project هو نظام لينيكس مبني من الصفر من تصميم شركة إنتل. ظهر هذا النظام عام 2017 وتم تصميمه بشكل خاص ليعمل بشكل ممتاز على معالجات إنتل وليكون نظام سحابي بشكل خاص او نظام خفيف بشكل عام ليناسب جميع المستخدمين.

اليوم سنقوم بعمل مراجعة للنظام بعد أن مر على وجوده ثلاث سنوات و سنختبر إذا كان النظام فعلا شيء يستحق التحول له خصوصا انه مبني من الصفر.

مفارقة مضحكة: في العام 2019 و 2020 تفوقت معالجات AMD على معالجات Intel في تشغيل النظام والاستفادة من خصائصه.

نظرة عامة

كما قلنا سابقاً، النظام مصمم ليستغل كامل إمكانيات معالجات إنتل ويستفيد منها في عمله سواء في المنزل، أو في مجمعات البيانات العملاقة. النظام عبارة عن توزيعة متدحرجة وهو شيء ممتاز حسب إعتقادي الشخصي على الرغم من وجود عدد من المعارضين لهذا التوجه.

من أحد أهم الأشياء التي يتميز بهذا هذا النظام هو التفرقة بين إعدادات وملفات النظام وإعدادات وملفات المستخدم. من خلال توفير طبقة فصل كاملة بين النظام والمستخدم، يمكن لكل مستخدم تغيير إعدادات النظام بشكل كامل من دون تعديل إعدادات النظام بشكل فعلي!

ايضا طريقة تحديث النظام تعتبر قفزة نوعية في لينيكس. فمن خلال إرسال الملفات التي تم تغييرها فقط أو الأجزاء التي تم تغييرها من الملف، يمكن تقليص حجم التحديثات الى حجم لم يكن متاح من قبل.

ملاحظات

بما ان الجهاز الوهمي قد يحد من قدرة النظام، سنقوم بعمل الإختبار على الجهاز الحقيقي.

مواصفات الجهاز الحقيقي:

المعالج:

AMD Ryzen 5 2600

الذاكرة:

16GB DDR4 2400MHz

بطاقة الرسومات:

Sapphire Rx 590 nitro+

ما الذي سيتم اختباره:

لن نقوم بعمل مقارنات بينه وبين توزيعات اخرى. سوف نقوم بإختبار التوزيعة بشكل موضوعي لنقرر اذا كانت بالفعل تستحق الإختبار او لا او اذا ما كانت تستحق ان يتم تثبيتها على الجهاز بشكل دائم ام لا.

تثبيت النظام

تثبيت النظام كان سهل ومباشر وأكثر سهولة من أي توزيعة لينيكس اخرى. كان الموضوع مباشر وتم طلب جميع المعلومات الهامة قبل البدء ومن دون أي صعوبة. يوجد خيار تثبيت متقدم لضبط بعض الإعدادات التي قد لا تهم جميع المستخدمين ولكن هذا الخيار موجود في حال احتجت له.

المشكلة التي واجهتنا خلال التثبيت هي التثبيت مع توزيعة اخرى وفي حالتنا كانت Manjaro. توزيعة Clear Linux لا تدعم التقسيم التلقائي للقرص الصلب ولا تدعم التقسيم الداخلي ويتوجب عليك القيام بالتقسيم قبل أن تبدأ معالج التثبيت ومن خلال خطوات قد يجدها المبتدئ صعبة ومعقدة. اما التثبيت على كامل القرص فهو سهل ومباشر جدا.

الجو العام للنظام

النظرة الأولى والإستخدام الأولي للنظام كان رائع. النظام سريع ومتجاوب بشكل كبير وزمن الإقلاع والإيقاف كان ممتاز.على الرغم من معارضتي لواجهة Gnome الا انها تبدو متجاوبة بشكل لا يصدق في هذا النظام ويبدو كانها مصممة من اجله. نرى هذا التجاوب موجود في توزيعة فيدورا فكأنها مصممة من أجل هذا النظام فقط.

في هذه التوزيعة لا تحتاج الى عمل تحديثات للنظام، سيتم القيام بالتحديثات في الخلفية بشكل صامت بدون تدخلك. بالنسبة للناس المتشددين في موضوع الحرية، يمكنك ايقاف التحديثات التلقائية بسهولة بدون أي مشاكل.

في الوضع الإفتراضي، التأثيرات البصرية غير مفعلة في النظام، هذا يجعلك تعتقد أن النظام يعمل بشكل أسرع لأنك لن تنتظر التأثيرات، في الحقيقة هو أمر لم يعجبني وقمت بتفعيل التأثيرات حيث انها تعطي رونق مميز للنظام ولم ألحظ أي بطئ في النظام مع التأثيرات بل كانت مدروسة بعناية وطريقة عملها مميزة.

النظام يأتي مزود بالعديد من الأدوات الافتراضية في واجهة Gnome ولكن تفاجأت بوجود أداة Gnome Tweak Tool وهي أداة مميزة في التعديل على واجهة Gnome بالإضافة الى برنامج dconf المميز جدا في التعديلات المتقدمة جدا في الواجهة. بطبيعة الحال لا ننصح بإستخدام dconf الا اذا كنت متأكد جدا من قدرتك على التعامل مع هذه الاداة وتعلم عملها بشكل ممتاز.

سرعة تثبيت التحديثات

للأسف خلال فترة الإستخدام القصيرة لم يتوفر أي تحديثات للنظام. عملية فحص التحديثات تمت بشكل سريع جدا ولم نلحظ تحميل أي بيانات زائدة عن الحاجة.على ما يبدو أن عملية التحديث تتم من خلال التأكد من رقم نسخة النظام وعلى ما يبدو أنها تتغير مع كل تحديث.

أحد الأمور التي يتميز بها هذا النظام هو طريقة التحديثات فيه. النظام لا يقوم بإرسال برنامج جديد ليحل محل القديم، بل يقوم بإرسال الأجزاء التي تغيرت في البرنامج ويستبدلها مما يؤدي الى صغر حجم التحديثات بشكل ملحوظ. بما أن النظام موجه للشبكات، تم دراسة طريقة مميزة لعمل التحديثات بحيث يكون توقف النظام بسببها أمر شبه مستحيل وهذا أمر سيشعر بفضله كل من مهندسي الشبكات والمستخدم العادي فلا أحد يرغب في توقف النظام لأي سبب كان.

دعم العتاد

لم نواجه أي مشكلة في دعم العتاد في جهازنا. قد تواجه بعض المشاكل في الأجهزة التي تحتوي على تعريفات غير حرة بما أن هذه التعريفات لا يتم دمجها في نواة لينيكس.
في طبيعة الحال، يمكن تثبيت هذه التعريفات كما في أي توزيعة لينيكس اخرى حيث ان التثبيت يتم من المصدر مباشرة وليس من خلال حزم معينه.

إستهلاك الموارد

في الحقيقة كان الإستهلاك رائع جدا. المعالج يتم استهلاكة بمقادر 0% – 3% في حالة الخمول، اما الذاكرة فيتم استهلاك 1.3GB وهذا أمر طبيعي في حالة Gnome. الإستخدام الحقيقي للنظام يكون ما بين 500MB – 760MB وما تبقى يكون إحتياطي للنظام. كما هو معروف، كلما زاد حجم الذاكرة، كلما حجز النظام جزء أكبر منها حيث أن الذاكرة الفارغة هي ذاكرة مهدرة بدون فائدة.

المتجر

على الرغم من حداثة هذه التوزيعة نسبياً إلا ان لها متجر جيد. الكثير من البرامج الأساسية والمهمة لكل مستخدم موجودة في المتجر بشكل افتراضي، بالإضافة الى ما يميز هذه التوزيعة وهو البيئة التطويرية حيث يتواجد في المتجر عدد كبير من هذه البرامج.

استخدام المتجر سهل وبسيط وهو مثل أي متجر Gnome اخر.

الخاتمة

سواء كانت للتجربة وإرضاء الفضول، او بنية الإلتزام بها، هذه التوزيعة بالفعل تستحق الإستخدام والثبات عليها. في الحقيقية أرى أنها مناسبة جدا للمبتدئين رغم ضعف المجتمع الخاص بها حاليا وذلك لأنها تقدم أشياء لا تراها في توزيعات أخرى مثل التحديثات التلقائية.في حال كنت ترغب في تجربتها، نشجعك على ذلك ونشجع تجربتها على الجهاز الحقيقي وليس الوهمي.

في حال أردت الثبات عليها، ننصحك بذلك وننصحك أن تحاول حل المشاكل التي تواجهك بدلا من الهرب الى نظام اخر. هذا النظام ثابت ومميز ونرى له مستقبل مشرق.