اذا كنت موجود هنا فأنت اما انك تعلم عن Deepin أو سمعت عنها وهذا الموضوع قد يكون من أهم المواضيع التي ستمر عليها إذا كنت من المهتمين بتثبيت هذه التوزيعة أو العمل عليها.لطالما كانت deepin موضع ترحيب وحماس من قبل مستخدمين انطمة لينيكس لأنها كانت الخليط المناسب ما بين جمال ماك وعملية وسهولة ويندوز. التوزيعة أيضا كانت موضع جدل دائم بسبب بعض القرارات الخاطئة والأمور المتسرعة التي قامت بها الجهات المسؤولة عن التوزيعة.
توضيح سوء الفهم
كثير من المستخدمين يتبعون عقلية القطيع ولا يرغبون في استخدام عقولهم للبحث والتفكير. لا نقول أن هذا سيئ ولكن لا ننصح أي إنسان بهذا الأمر مهما كانت الأسباب.البعض من أصحاب هذه العقلية قرأ ربع عنوان بالمواضيع التالية وسببوا سوء فهم للكثير من المستخدمين المستقبليين وسوف نقوم بتوضيح هذه الأمور قبل أن تطلب منا توضيحها.
1- توزيعة deepin تتجسس عليك.
غير صحيح. التوزيعة قامت بإدخال برنامج يقوم بعمل الإحصائيات المجهولة عن جهازك مثل نوعة و وقت تثبيت النسخة. هذا البرنامج موجود في توزيعة Debian أيضا ولكن الفرق انه غير مثبت بشكل افتراضي في Debian ولكن يتم تثبيته وتشغيلة بدون موافقتك في deepin. على الرغم من امكانية ازالة البرنامج بالكامل الا ان وجوده من دون إعلام المستخدم كان قرار سيء جدا وعمل جلبة شديدة في المجتمع الحر.
الكثير من المدققين الأمنيين عملوا على التدقيق في البرنامج والكود الخاص بالنظام ولم يجدوا أي شيء سوا سوء فهم كبير جدا تطور ليصبح مشكلة لن تتكرر حيث أن الشركة تفهم شدة المجتمع تجاه هذه الأمور الغير منطقية والغير مقبولة في المجتمع الحر.
2- مصدر التوزيعة من الصين. إذا هي أداة تجسس للحكومة الصينية.
لا نحب مواضيع السياسة ولا نتحدث بها ولكن هذا الموضوع يجبرنا على الكتابة عنه قليلا.نظرا لسمعة حكومة الصين، قد يكون هذا أحد أكثر الأشياء قبولا في المجتمع الدولي وله أبعاد كثيرة على المستخدمين الجهة الناشرة للتوزيعة ولكل من يفكر في الموضوع، ولكن بعد التدقيق والتمحيص في الكود المصدري للتوزيعة تبين أنها مجرد توزيعة لينيكس اخرى. أهداف الجهات الناشرة للتوزيعة مختلفة ومتعددة ولكن مما لا شك به أن وجود قاعدة مستخدمين قوية تعتبر أساس قوي لما قد تفكر به الشركة مستقبلا.
هناك من يزعم أن التوزيعة ستكون آمنة فقط عند وجود تصريح رسمي من مؤسسات استخباراتية أمريكية نظرا للعداء السياسي بين الدولتين، ولكن لا أعتقد أن هناك من يملك الوقت للرد على هذا النوع من الاتهامات الزائفة خصوصا مع وجود جيش من المدققين الأمنيين في المجتمع الحر والذين صرحوا بأن التوزيعة لا تختلف عن أي توزيعة أخرى.
3- التوزيعة مغلقة ولا تسمح لك بأي شيء غير موجود بها حصرا.
كلام غير سليم. التوزيعة بالفعل تقدم لك كل شيء على طبق من ذهب وتحاول فرض برامجها المجانية المفتوحة المصدر الخاصة ولكن لا تكتفي بذلك. التوزيعة أيضا توفر مستودعات للبرامج وترحب بأي مطور لإضافة برامجه الخاصة بها. مختصر الكلام، التوزيعة مصممة لتكون سهلة جدا وتقدم للمستخدم ما يحتاج إليه. في حال كنت مستخدم متقدم ورغبت بالمزيد، استخدم مهاراتك في لينيكس وقم بعمل المزيد.
متطلبات التوزيعة
متطلبات deepin نمت وتضخمت مع الوقت ولكن هذا التضخم لا يعني أنها بالفعل تستهلك أو تحتاج المزيد من الموارد. على ما يبدو أن الجهة المسؤولة عن التوزيعة قررت فرض هذه المتطلبات حتى تختصر على نفسها الشكاوى من أصحاب الأجهزة الضعيفة. التوزيعة تحتاج الى معالج متوسط الى قوي وبطاقة رسومات عادية قادرة على عمل رسومات ثلاثية الأبعاد لتقدم لك أفضل ما تملك. في الحقيقة عملت معي على الجهاز الوهمي بدون مشاكل وبدون بطاقة رسومات حقيقية.
لم أجد قائمة بالمتطلبات الحقيقية للتوزيعة ولكن حسب تجربتي المتطلبات كالتالي:
معالج ثنائي النواة على الأقل.
ذاكرة عشوائية بحجم 2GB على الأقل وننصح بأن تكون 4 جيجا على الأقل.
بطاقة رسومات بحجم 128MB على الأقل قادرة على دعم OpenGL والرسومات ثلاثية الأبعاد.
قرص صلب بحجم 64 جيجا على الأقل والموصى به هو 128 جيجا.
تثبيت التوزيعة
التثبيت كان سهل وسلس كالعادة ولم يختلف عن معالج التثبيت القديم سوى ببعض التحسينات البصرية على الواجهة. خلال التثبيت استخدمت معالج التثبيت التلقائي للقرص الصلب و تفاجئت بعدد من الأمور التي لم اراها من قبل وهي شبيهة جدا بما يقوم به ويندوز. ما يتم عمله خلال تقسيم القرص الصلب بدا لي غريبا بعض الشيء وكنت متحمس جدا لمعرفة ما الذي يتم عمله بالضبط وهذا تفصيل بالأقسام التي تم عملها:
القسم الأول: قسم إقلاع efi بحجم 300MB للاجهزة الحديثة وتم تنصيبه على المسار
/boot/efi
القسم الثاني: تم عمل قسم إقلاع ثاني بحجم 2GB بتنسيق ext4 لسبب ما وتم تنصيبه على المسار
/boot
القسم الثالث: قسم الجذر بحجم 15 GB بتنسيق ext4.
القسم الرابع: قسم بحجم 15 GB بتنسيق ext4 غير مستخدم في النظام. عند محاولة فرض تنصيب القرص لعرض محتوياته تبين أنه فارغ. قد يكون قرص احتياطي في حال تعطل النظام؟
القسم الخامس: قسم بحجم 80GB وفيه برامج ومعلومات و مجلدات المستخدمين.
القسم السادس: قسم بحجم 10GB وهو بعنوان Recovery وهذا على ما يبدو أنه نفس فكرة نظام الطوارئ الموجودة في ويندوز.
القسم السادس: عبارة عن قسم swap بحجم 6GB.
قد يبدو ما سبق غريبا بعض الشيء ولكنه أمر ممتاز جدا. أنا أفضل التوزيعة التي توفر لك جميع وسائل الراحة وتوفر حلول مسبقة للمشاكل التي قد تواجهك. الكثير من المستخدمين يعنيه نظام قابل للإستخدام مباشرة ولا يرغب في تعلم أعماق النظام لحل المشاكل التي قد تواجهه.
شاشة الدخول
تم عمل العديد من التحسينات البصرية على شاشة الدخول ولكن ليس هناك ما يقال عنها. الشاشة تحمل أزرار الطاقة مثل إعادة التشغيل وإيقاف التشغيل والدخول الى وضع السكون، وتحمل أيضا لوحة مفاتيح افتراضية لعرضها على الشاشة بدلا من لوحة المفاتيح الحقيقية. قد يكون هذا لمساعدة محدودي القدرات أو مساعدة أصحاب الحواسيب اللوحية ومستخدمي شاشات اللمس بشكل عام
الدخول الأول للنظام
عند دخولك للمرة الاولى سوف يتم الترحيب بك بمعالج إعدادات النظام. من هنا يمكنك اختيار ايقاف او تشغيل المؤثرات البصرية وتغيير سمة الأيقونات وطريقة عرض الواجهة. جميع ما هو موجود في هذه الشاشة جميل ويمكنك مشاهدة التغييرات تحدث أمامك لتختار ما هو مناسب لك.
سطح المكتب
الخلفية وحافظ الشاشة
لا زال سطح المكتب يحمل نفس الخلفية الإفتراضية للشفق القطبي وهي من وجه نظري خلفية مستهلكة جدا ووجب عليهم تغييرها الى ما هو أحدث كما هي الحال توزيعة Ubuntu.
التوزيعة تحمل بعض الخلفيات الجميلة جدا والتي يمكنك اختيارها بكل سهولة أو اختيار الخلفية الخاصة بك وما هو مثير للإهتمام هو ان التوزيعة تحمل حافظ للشاشة “Screen Saver” وهو أمر لم أره أو استخدمه من سنوات عديدة نظرا لعدم حاجة الشاشة اليه اليه في وقتنا هذا إلا إذا كنت تستخدم شاشة CRT او بلازما وهو أمر مستبعد حيث ان هذه التكنولوجيا انقرضت منذ سنوات.
المؤثرات
يحمل النظام كالعادة مؤثرات ممتازة وجميلة وبما أن النظام يحمل بعض من فلسفة تصميم نظام ماك، سوف تشاهد وجه الشبه في بعض الأمور. التشابه ليس شديد او ملحوظ ولكن شوف تشعر به.تأثير النوافذ المستديرة ممتاز وجميل ولكني أشعر بأنه مبالغ به وغير مكتمل. التأثير شديد جدا وفضلت لو كانت الاستدارة أقل حدة.
تأثيرات الشفافية قد تبدو غير مكتملة أو ليست بجودة ممتازة وهذا بسبب الجهاز الوهمي حيث انه غير قادر على استخدام بطاقة الرسومات. ما تراه في الصور هو محاكاة للشكل الحقيقي من خلال المعالج.
إعدادات النظام
لقد سمعوا الكلام. لقد أعادوا تصميم مركز إعدادات النظام. من أهم الأمور التي تم الاعتراض عليها في توزيعة deepin في الماضي هي مركز الإعدادات وصعوبة التعامل معه. مع أن الفكرة كانت جيدة إلا أن التنفيذ كان سيء وسبب الإرباك لعدد كبير جدا من المستخدمين ومنهم من فضل استخدم توزيعة أخرى بسبب هذا المركز.في النسخة الجديدة تم تغيير هذا الأمر بشكل كامل وتم تضمين برنامج اعدادات Gnome الإفتراضي ولكن تم إضفاء لمسة deepin الخاصة عليه ليبدو أجمل من أي مركز إعدادات آخر.
من الأمور الملفتة للنظر في هذا المركز هو إمكانية عمل حساب بدون كلمة مرور كما هو الحال في عدد قليل جدا من التوزيعات وكما هو الحال في ويندوز. على الرغم من ان هذا الأمر سيء، إلا أنه أمر مطلوب وبشدة من قبل عدد كبير جدا من المستخدمين.
أمر آخر ملفت للنظر هو وجود إعدادات قائمة الإقلاع مثل تفعيل أو تعطيل السمة وتفعيل أو تعطيل عرض قائمة الإقلاع.
المتجر
المتجر كما هو تقريبا. عمل معي ولكن بشكل بطيء جدا وهذا ممكن أن يكون لسببين:
الأول أن النظام تجريبي وليس هناك مستودعات حول العالم لدعم المتجر، أو أن المستودعات موجودة في الصين وهذا يسبب بطء شديد لكل شخص خارج الصين.
أما المتجر نفسه فقد عمل بشكل سليم بدون مشاكل حقيقية سوى البطء الغريب والغير متوقع .
إستهلاك الموارد
على الرغم من المتطلبات المبالغ بها، التوزيعة لا تستهلك أكثر من أي توزيعة اخرى تعتمد على Gnome. في الحقيقة، واجهة Gnome تستهلك تقريبا 700 MB من ذاكرة الوصول العشوائي بشكل افتراضي عند تشغيلها، و واجهة Deepin تستهلك 650MB.المتطلبات المبالغ فيها كما ذكرنا في البداية هي للتأكد من تقديم تجربة ممتازة للمستخدم لا أكثر وهو الحال مثلا في نظام ويندوز 10 حيث أنه قادر على العمل على ذاكرة بحجم 192 MB ولكن مايكروسوفت تفرض 4GB لتوفير تجربة ممتازة.
متفرقات
التوزيعة أتت بالعديد من التغييرات وعدد هائل من التحسينات والتي تحتاج الى أيام لسردها. معظم هذه التحسينات والتغييرات لن تراها ولكن سوف تشعر بوجودها بالتأكيد مثل تحسين استجابة النظام بشكل عام و سرعته الكبيرة جدا.من ناحيتي لن استخدم التوزيعة لأني لا أفضل الأساس الديبياني ولكني سأنتظر بكل حماسة لتوفر الواجهة نفسها لنظامي المفضل.