من المعروف عن المحامي والناشر إيريك رايموند أنه من مؤيدي فكرة أن لينيكس سيستبدل ويندوز في أحد الأيام. من خلال مقابلة معه من قبل شبكة ZDNet، قام المحامي بالتصريح عن أن فكرة إستيلاء لينيكس على حصة ويندوز باتت قاب قوسين أو أدنى. بالطبع لم يقم المحامي بعمل هذه التصريح بدون أدلة قوية يستند إليها.
في العام 2002 قال المحامي أن نظام ويندوز لن يكون مربح لشركة مايكروسوفت في حال هبطت أسعار الكمبيوتر الشخصي عن 350 دولار أمريكي. في هذا الوقت سيكون سعر ويندوز أعلى من سعر الجهاز بنفسه وبالتالي لن يكون هو الاختيار الأول لمصنعي الأجهزة.
من جهة أخرى كتب المحامي إيريك في تدوينة له عن قرب إنتصار لينيكس في حرس الأنطمة المكتبية وذلك بعد أن قامت مايكروسوفت بتبني لينيكس في نظام ويندوز من خلال نظام WSL الخاص بمايكروسوفت ومن خلال إعلان دعم لينيكس من قبل متصفح مايكروسوفت الجديد.
الإنتصار الذي حصل هنا هو بسبب رخصة GPL التي تجبر مايكروسوفت على إضافة الكود الخاص بهم الى نواة لينيكس وبالتالي جميع التحسينات والتعديلات التي يجريها مهندسي مايكروسوفت يجب أن يتم إرسالها الى نواة لينيكس مما يتسبب في إصلاح أي مشكلة غفل عنها مطورو لينيكس. هذه التحسينات تقوم بها مايكروسوفت لدعم تشغيل برامج لينيكس مباشرة على ويندوز ولأمور أخرى.
ولكن في العام 2020 لا زالت أسعار الأجهزة الشخصية أعلى من 350 دولار أمريكي وبالتالي ليست هي السبب في تصريح المحامي. السبب الحقيقي لهذا التصريح هو خدمات مايكروسوفت السحابية Azure. مايكروسوفت تجني معظم أرباحها من خدمة Azure بينما ويندوز على الرغم من هيمنته لا تزال حصته تتضاءل وأرباحه تصبح أقل من أي وقت مضى.
للأسباب السابقة، من المنطقي جدا أن تقوم مايكروسوفت بالاستثمار في خدمة Azure بدلا من إضاعة الميزانية لتطوير نظام ويندوز الذي سيصبح عبئ مالي على الشركة لا أكثر.
السبب الثالث هو محرك Proton الخاص بشركة Valve والذي يقوم بتشغيل ألعاب ويندوز على لينيكس. حسب وجهة نظر أريك، ويندوز سيصبح طبقة محاكاة على لينيكس تماما كما هو الحال مع محرك Proton من خلال استخدام تقنيات موجودة حاليا في لينيكس وتقوم بتشغيل تطبيقات على مستوى ممتاز.
يقول إريك أن الألعاب تعتبر أكثر شيء قد يختبر حدود قدرات طبقة محاكاة ويندوز على لينيكس. الألعاب تحتاج الى قدرات أعلى من أي برنامج احترافي آخر موجود في ويندوز. نحن في زمن قد تكون فيه طبقات المحاكاة المشابهة لمحرك Proton أكثر من كافية لتشغيل أي برنامج من برامج ويندوز.
بهذه الحالة يمكن لمايكروسوفت ان تقتصد بشكل رهيب في نفقات تطوير ودعم نظام ويندوز. مع الوقت، سوف تصبح طبقات المحاكاة أقدر من أي وقت مضى بسبب دعم البرمجيات من خلال نواة لينيكس مباشرة. ويقول إريك أنه في المستقبل البعيد ستقوم مايكروسوفت بالتوقف عن تطوير نظام ويندوز وإنهائه بشكل كامل بعد أن تصبح جميع برمجيات ويندوز متوفرة ومدعومة بشكل مباشر من نواة لينيكس.
أما فيما يتعلق بصناع البرمجيات ففي النهاية سيقومون بالتخلي عن تصدير برمجياتهم بصيغة متوافقة مع ويندوز وسيستخدمون بدلا من ذلك صيغة ELE التي ستدعم API لينيكس بشكل مباشر ونقي. في هذه اللحظة سيفوز لينيكس في هذه الحرب المستعرة منذ سنوات ليس من خلال إستبدال حصة ويندوز في السوق، بل من خلال دمج الحصتين معا وانصهار ويندوز داخل لينيكس.