تسجيل الدخول / التسجيل

ماستدون للتواصل الاجتماعي ومنصة بَسّام

شارك هذا المقال على:

لعلك سئمت من مواقع التواصل الاجتماعي الحالية وطريقة عملها ومدى ظلمهم في موضوع الرقابة وخصوصا المحتوى العربي أو الإسلامي. ولعلك بحثت عن بديل حُر وملائم لك لتتمكن من التكلم بحرّية بدون أن يتم حظر حسابك بشكل دائم أو لمدة أسبوع أو 3 أيام وما إلى ذلك. في حال فعلت، على الأرجح أنك عدت خائباً بخُفّي حُنين.

في الحقيقة، ليس هناك بديل ولم يكن هناك بديل حيث أن الشبكة الأولى في العالم لديها ثُمن سكان الكوكب، و الشبكة الثانية فيها أكثر من 250 مليون مستخدم. هناك تجد أصدقائك ومعارفك وأحبابك والأشخاص الذين تود متابعتهم. انتقالك لوحدك إلى شبكة جديدة فارغة من المعارف هو كهجرتك للقطب الشمالي. لن تجد الراحة ولن تجد من يواسي غُربتك!

حسناً، بعد هذه المقدمة الكئيبة المليئة بخيبات الأمل، دعنا نتحدث عن بصيص الأمل، هذا النور في نهاية النفق يُطلق عليه اسم التغذية الكونية “fediverse” ويتم أيضا استخدم تسمية الفيدرالية.

منذ فتره ليست بالقصيرة، تم إطلاق منصة مفتوحة المصدر تحمل الاسم ماستدون “Mastodon”. هذه المنصة قررت بأنها تريد أن تكون مختلفة عن الكل، لا تريد أن يتحكم بها شخص أو شركة ولا تريد أن تكون خاضعة للرقابة الجائرة، هذه المنصة بدأت فكرة ممتازة وهي الفيدرالية والتعدد في الأقطاب. هذه المنصة ليست ملك أحد ولا تعمل على خادم واحد ولا تستخدم تشفير واحد ولا يتحكم بها طرف معين. هذه منصة للجميع في كل مكان ولكل استخدام.

الفيدرالية في ماستدون

كما ذكرنا، المنصة تعمل على مبدأ الفيدرالية ولك أن تتخيل طريقة عملها كما تعمل الولايات المتحدة الأمريكية بالضبط. يمكنك أن ترى ماستدون على أنها التشريع الأساسي وهي في مقام الولايات المتحدة الأمريكية. أما خوادم ماستدون المنتشرة حول العالم فهي كالولايات. هذه الخوادم هي مستقلة بحد ذاتها ولديها قوانين وتشريعات مختلفة عن بعضها البعض ولكل منها قيود لا تنطبق على غيرها ولكن جميعها تعمل تحت مظلة المنصة الموحّدة ماستدون.

كما هو الحال على أرض الواقع في الفيدرالية، سكان أي ولاية لهم الحق والقدرة على الانتقال أو زيارة ولايات أخري أو التفاعل مع سكانها، لجميع خوادم ماستدون القدرة على التواصل والتفاعل فيما بينها مع الاحتفاظ بهوية المستخدمين الأصلية دون تغيير ونسبهم للخادم الأصلي الذي أتوا منه.

هذا يعني أن انضمامك لشبكة بسّام الاجتماعية لا تعني أنك غير قادر على التواصل مع شبكة ماستدون الرسمية، بل يعني أنك قادر على التواصل مع أي خادم ولكنك اخترت أت تكون شبكة بسّام هي وطنك الأصلي ومنها تنطلق للعالم بكل فخر.

التغذية الكونية

لا اعلم إن كان هذا هو الاسم الرسمي لها، أو في حال كان هناك اسم باللغة العربية، ولكن fediverse قامت بتوسعة مفهوم الفيدرالية في ماستدون لكي يصبح عالمية. الـ fediverse ببساطة هي عبارة عن عدد من المنصات الاجتماعية التي تشمل ماستدون وغيرها، ولكن مع القدرة على التواصل فيما بينها في الكون الافتراضي. يعني تخيل لو كان لديك حساب على فيسبوك ومن خلاله قمت بالإعجاب بتغريدة على تويتر. في تويتر يتم عرض الإعجاب على أنه جاء من مستخدم فيسبوك ومستخدم فيسبوك يحتفظ بهويته الرقمية ويتم نسبها إلى المكان الذي جاء منه. الـ fediverse هو بالضبط كما تتعامل الدول فيما بينها حيث انك قادر على مغادرة دولتك والتعامل مع سكان دولة أخرى ويتم نسبك دائما إلى وطنك بدون تغيير.

شبكة بسّام الاجتماعية

شبكة بسّام هي شبكة تواصل اجتماعي عربية مبنية على منصة ماستدون. هذه الشبكة تتعهد بحرية الكلام ومنع الحظر والرقابة الجائرين على المستخدم العربي وتمنحه فسحة كبيرة ليتحدث بما يعنيه ويهمه ويزعجه بدون أن يتسبب في حظر نفسه لمجرد أنه تكلم بحرية. هذه المنصة لا تتجسس ولا تسرق بياناته ولا يهمها الحصول على أرباح خيالية من خلال سرقة المستخدمين.

كون المنصة حُرّة وليست مليئة بالجواسيس وعملاء الرقابة وحظر المحتوى لا يعني ولا بأي حال من الأحوال وجود فلتان أخلاقي فيها. المنصة مضبوطة بضوابط أخلاقية راقية تمنع أي مستخدم من التعدي على الآخرين والتكلم بما يسيء للآخرين. الانضمام لشبكة بسّام منوط بالموافقة على قانونين أساسيين وهما:

  • تكلم بالحُسنى. هذا الموقع غير معد للسب واللعن والطعن.
  • العري، الإباحية، وخدش الحياء العام غير مسموح به.

كما هو الحال في أي منصة تستخدم الـ fediverse، شبكة بسّام قادرة على التواصل مع جميع المواقع التي تستخدم الـ fediverse. بطبيعة الحال، بعض هذه المواقع غير ملائمة للجميع ولا تلتزم بقوانين شبكة بسّام الأخلاقية، هذا الأمر قد يتسبب في قدرة المستخدمين في العثور على محتوى سيئ غير ملائم لهم في حال اختاروا تصفح الـ fediverse بدلا من تصفح خادم بسّام فقط.

يتم في شبكة بسّام حظر الخوادم التي تحتوي محتوى مخالف وتقبل الشبكة التبليغات من جميع الأعضاء وتقوم باللازم في أسرع وقت

لماذا ننتقل

كما هو الحال عند وجود أي جديد، أول سؤال يكون لديك هو لماذا؟ في الحقيقة هذا السؤال سوف يقرر مصير كل شيء، في حال وجدت لنفسك إجابة مقنعة، سوف تنتقل، وفي حال لم تجد إجابة، لن تنتقل.

لنبدأ بالتالي، هل تشعر بالقمع في الشبكات المركزية؟ هل تشعر بأنك غير قادر على التعليق أو كتابة ما تشعر به بالفعل من غضب أو فرح أو غيرها من المشاعر والأفكار؟ هل تشعر بأنك مراقب ومتخوف دائما من كتابة أو حتى قراءة شيء ما؟ هذا هو السبب عزيزي.

الشبكات اللامركزية لا تقوم بالتعاون مع شبكات الأمن في دولتك ولا يمكن إسقاطها بسهولة لأنها ليست مركزية. في حال أُغلق خادم، ستبقى باقي الخوادم تعمل بدون مشاكل! في الشبكات اللامركزية لا يمكن إسكات الحق ولا إيقافه، صوتك مسموع، وأنت هو الأهم.

ahmad

ahmad

مؤسس لينيكس العرب ومدير منصّة بسّام للتواصل الإجتماعي

اترك تعليقاً

تواصل معنا

أحدث المقالات

تابع جديدنا

إشترك في نشرتنا الشهرية

لا نقوم بإرسال بريد مزعج، فقط المقالات الحديثة